| محتويات المقال |
ما هي ريادة الأعمال؟
عندما نفكر في ريادة الأعمال، فإن ما يتبادر إلى الذهن على الفور هو رجال الأعمال والمشروعات الصغيرة أو الشركات. في الواقع ، يختلف تعريفها حسب المنظور المستخدم. قد يكون مجالًا في مجال الأعمال التجارية أو قد يكون نشاطًا يعمل فيه الأفراد.
إن وصف العمليات المتضمنة فيه يحدد ماهية ريادة الأعمال. كذلك يعد فهم المنتجات الجديدة والبحث عنها ، مثل تحسين نوع المنتج الموجود ، إحدى العمليات في ريادة الأعمال. ولكن ليس مجرد منتج جديد ، يجب اتخاذ هذه العملية خطوة إلى الأمام حتى يتم اعتبارها جزءًا من ريادة الأعمال.
ستكون الخطوة التالية هي تحويل المنتج الجديد إلى سلعة اقتصادية، وهو أمر من شأنه أن يدر الدخل. في مجال ريادة الأعمال، يحدد فرد أو مجموعة من الأفراد فرصة تجارية من خلال إيجاد فكرة محتملة أو ذات قيمة، سواء منتج أو نشاط يمكن استخدامه كنشاط تجاري وتحقيق ربح مستدام.
عندما تكون القيمة السوقية الناتجة عن النشاط التجاري أو المنتج الجديد أعلى من قيمة مجموعة الموارد المستخدمة لخلق الفرصة أو هذا المنتج الجديد تحدث الأرباح. يحدث الربح عندما تزداد قيمة الموارد المستخدمة في تصنيع منتج أثناء فترة الإنتاج.
جدول المحتويات
تعريف ريادة الأعمال
يكمن تعريف ريادة الأعمال في مفهوم واحد ولكنه الأكثر أهمية هو “الاكتشاف”. بدون الاكتشاف والابتكار، سيكون هناك ركود في اقتصاد السوق حيث لن يكون هناك تطوير. تمهد ريادة الأعمال الطريق للنمو الاقتصادي ، حيث إنها تدعم النمو الاقتصادي من خلال اكتشافاتها وابتكاراتها.
من خلال ريادة الأعمال، يتم تصنيع منتجات جديدة وافضل بالإضافة إلى إنشاء وإعادة إنشاء والكشف عن أنظمة وعمليات إنتاج. لا يجب أن يكون تصنيع أو إكتشاف المنتج بمعزل عن نوع المنتج الجديد أو المنتج الموجود. يمكن أيضًا تطبيقه على طرق الإنتاج أو السوق أو الموارد أو المنظمة أو حتى الصناعة. يمكن لريادة الأعمال توفير حلول للاستقرار الاقتصادي حيث تسعى باستمرار إلى تحسين وتطوير مواردنا لمنحها قيمة أفضل.
مفهوم ريادة الأعمال عملياً
لفهم مصطلح “ريادة الأعمال” نأخذ المواقف التالية كمثال:-
- ربة المنزل التي قامت بإعداد المأكولات اللذيذة وبيعها للمعلمين والعاملين في المدرسة القريبة من منزلها.
- موظف صغير قام بإصلاح المركبات والتصميمات القديمة بشكل مختلف، وعمل ملعباً خاصاً لمركز رعاية الحيوانات الأليفة الخاص به.
- أحد العلماء اكتشف شيئاً جديدًا ولكنه لم يحاول استخدامه عملياً
. جميع المواقف باستثناء موقف العالم تظهر مفهوم “ريادة الأعمال”. تذكر أن ريادة الأعمال هي اكتشاف أو تطوير نوع من المنتجات الجديدة، أو السوق أو العمليات أو الموارد أو الشركة. وجدت ربة المنزل سوقًا جديدًا في الشارع الذي تعيش فيه ، أو المدرسة القريبة منها، واستغلت ذلك لتحقيق الربح. طور الموظف الصغير استخدامًا جديدًا للمركبات القديمة.
أما الموقف الثالث الخاص بأحد العلماء لا يعتبر ريادة أعمال؛ حيث لم تكن هناك محاولة لإيجاد قيمة سوقية للشيء الجديد الذي اكتشفه حيث لم يحاول العالم استخدام هذا الشيء بطريقة عملية. إذا ابتكر منتجًا باستخدام الشيء الجديد ، فيمكن تعريف ذلك على أنه ريادة الأعمال.
مَن هو رائد الأعمال؟
إن ريادة الأعمال موجودة منذ سنوات عديدة وهناك العديد من الأفراد الذين لم يقوموا بوضع مفهوم جيد لرائد الأعمال. هذا بسبب عدم وجود إتفاق حول ما إذا كان رواد الأعمال يولدون أم يُصنعون. لماذا لا يوجد اتفاق عالمي عما اذا كان رواد الأعمال يولدون أم يُصعنون؟
أولاً، رواد الأعمال يولدون؛ لأن هناك بعض الأفراد الذين توصلوا إلى أفكار مشروعات تجارية جديدة معترف بها حاليًا على أنها مشروعات ناجحة ، لكن هؤلاء الأفراد لم يتعلموا أبدًا كيف يصبحون رواد أعمال. من ناحية أخرى، رواد الأعمال يُصنعون؛ لأن هناك بعض رواد الأعمال الناجحين الذين حصلوا على دورات في ريادة الأعمال (درجة جامعية أو دبلومة) والتي تقدمها الكليات والجامعات.
هل صحيح أن العالم لم ينجح في تحديد مفهوم رائد الأعمال الحقيقي؟
على مدى سنوات حاول الباحثون وضع تعريف واضح لرائد الأعمال. ولكنهم لم ينجحوا أبدا؛ فكل واحد منهم كان لديه فكره الخاص عن ذلك .
ولكن يمكن تعريف رائد الأعمال بأنه “الشخص الذي يؤسس شركة وصفقات تجارية ناجحة”. لكن هذا المفهوم لا يقدم تعريفًا واضحًا لأنه ليس كل من يؤسس شركة ويديرها بنجاح هو رجل أعمال. هناك وصف أكثر من ذلك عن رائد الأعمال الحقيقي يفوق مجرد تأسيس شركة وإدارتها بنجاح.
أيضاً لا يتفق رجال الأعمال والإقتصاد على مفهوم رائد الأعمال الحقيقي. من وجهة نظر الاقتصادي : “رائد الأعمال هو الشخص الذي لديه الإرادة في تحمل مخاطر مشروع جديد إذا كانت هناك فرصة كبيرة للربح. يؤكد آخرون على دور رائد الأعمال كشخص مبدع يقوم بتسويق ابتكاراته. ولا يزال رجال اقتصاد آخرون يقولون إن رواد الأعمال يقومون بتطوير سلع جديدة أو عمليات إنتاج يتطلبها السوق ولا يتم توفيرها حاليًا “.
ظهر مفهوم ريادة الأعمال لأول مرة في القرن الثامن عشر. منذ ذلك الحين تطور هذا المفهوم إلى ما هي عليه الآن. على الرغم من الإخفاق في تحديد من هو رائد الأعمال الحقيقي ، يمكننا أن نتفق جميعًا على أن رواد الأعمال يلعبون دورًا رئيسيًا في تحسين حياة الأفراد بعدة طرق مختلفة. لقد توصلوا إلى أفكار جديدة أدت بهم إلى إنشاء مؤسسات تجارية.
هذه المؤسسات بصرف النظر عن خلق فرص عمل بشكل مباشر أو غير مباشر، فهي أيضاً تخدم الناس بطرق مختلفة. يُنظر إلى رواد الأعمال على أنهم أشخاص إما يقومون بتصنيع منتجات جديدة أو تحسين المنتجات الحالية من أجل حل المشكلات التي تواجه الناس.
تطبيق نظرية السمات في ريادة الأعمال
بإستخدام نظرية السمات يمكننا وصف من هو رائد الأعمال الحقيقي، من خلال هذه النظرية فإن السمات المشتركة التي يمتلكها رواد الأعمال الناجحون تصف إذا كان الشخص رائد أعمال حقيقي أم لا. هذه السمات هي:
1) تحمل المخاطر
يقوم رواد الأعمال بالمخاطرة بعد أن يكتشفوا فرص عمل تجارية قابلة للتنفيذ في ارض الواقع. إنهم يعرفون بالفعل أن الفرص التجارية التي تنطوي على مخاطر عالية هي تلك التي تدر أرباحًا عالية. بشكل عام ، لقد قام رواد الأعمال الناجحون بالمخاطرة ليكونوا فيما هم عليه الآن.
2) الشغف في ريادة الأعمال
مهما كانت فكرة العمل التي توصلوا إليها ، فإنهم لديهم شغف بها. إن الشغف يعمل على إستمرار رواد الأعمال الناجحين في التركيز.
3) العمل الدؤوب
يمتلك رواد الأعمال الناجحون سمة مشتركة تتمثل في العمل الجاد. علاوة على ذلك إنهم يعملون بجد للتأكد من أن جميع مهام العمل قد اكتملت في الوقت المحدد وبكفاءة.
4) التفاؤل
التفاؤل هو السمة المشتركة بين رواد الأعمال الناجحين. إنهم يعتقدون أن أفكارهم ستكون في المستقبل أعمالًا ناجحة. ليس لديهم مجال للشك في أفكارهم العملية.
5) القيادة الجيدة
يمتلك رواد الأعمال الناجحون سمة القيادة الجيدة؛ فإنهم يعرفون كيفية تحفيز موظفيهم حتى يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق النجاح. يضعون السياسات والأهداف لأعمالهم. إنهم يقومون بمراقبة اذا كانت هذه السياسات يتم إتباعها والأهداف يتم تحديدها في الوقت المحدد أم لا.
6) العزم والمثابرة
رواد الأعمال الناجحون يتسمون بالعزم والمثابرة لإنجاح أفكارهم التجارية الجديدة. إنهم لا يستسلمون عند تعرضهم لبعض الإخفاقات في تنفيذ بعض المهام ، لكنهم مثابرون ولديهم العزيمة بدافع النجاح وليس المال. بالنسبة لهم ، المال هو مجرد مكافأة يحصلون عليها.
7) المرونة
يستجيب رواد الأعمال الذين نجحوا لاحتياجات السوق بسرعة. عندما تكون هناك تغييرات في احتياجات السوق ، فإنهم يستجيبون لها بسرعة حتى لا يفقدوا عملائهم. يبحثون عن فرص لاستغلالها عند حدوث تغيير. يمتلك رواد الأعمال الناجحون سمة مشتركة تتمثل في تنظيم وإدارة مشروعات ريادية خاصة بهم طبقاً للظروف الاقتصادية المتغيرة. “يبحث رائد الأعمال دائمًا عن التغيير، ويستجيب له ، ويستثمره كفرصة قوية. ” بيتر دراكر.”
8) الإبداع
إنهم يبحثون ويخرجون بأفكار عمل إبداعية جديدة. يبتكر رواد الأعمال الناجحون باستمرار طرقًا جديدة لإرضاء العملاء.
9) القدرة على التنظيم
رواد الأعمال الناجحون منظمون جيدًا. إنهم يقومون بترتيب عوامل الإنتاج مثل العمل والأرض ورأس المال في إدارة مشاريع ريادة الأعمال الخاصة بهم.
علم وفن ريادة الأعمال، القيادة، والإدارة
يجب على كل فرد يبدأ أو يمتلك أو عضوًا في فريق إدارة شركة تجارية ما ، أن يسعى جاهداً لبناء الميزة المستدامة. الميزة المستدامة ضرورية لخلق القيمة لأن التدفقات النقدية تصبح متوقعة وموثوقة على مدى فترات زمنية طويلة نتيجة لذلك ، من الأسهل التخطيط للاستثمارات في مساعي جديدة والاحتفاظ باحتياطي طوارئ في حالة الركود الإقتصادي. يتطلب بناء الميزة المستدامة الكفاءة في تخصصات ريادة الأعمال والقيادة والإدارة. بشكل عام، هذه التخصصات الثلاثة تشمل “ريادة الأعمال”.
ريادة الأعمال هى فن وعلم في ذات الوقت. الفن نشاط يتطلب المعرفة والمهارات. والعلم عبارة عن منهج لتنظيم المعرفة. من خلال المعرفة والمهارات ، توفر ريادة الأعمال نهجًا منظمًا لبناء شركات مستدامة من خلال استخدام تقنيات ريادة الأعمال والقيادة والإدارة. ريادة الأعمال هي الكفاءة في بدء وتطوير وتحمل مخاطر المشروع. كذلك القيادة هي الكفاءة لخلق الطموح عند الآخرين وإلهامهم وتحفيزهم. الإدارة هي كفاءة التوجيه والتحكم في الأحداث وإدارة الأنشطة كفريق لديه السلطة والمسؤولية عن المشروع أو الشركة.
ريادة الأعمال والكفاءات القيادية والإدارية
إن إتقان كل هذه الكفاءات الثلاثة يتطلب وجود الخبرة. قد يفتقر رواد الأعمال إلى الكفاءات القيادية والإدارية، وقد يفتقر القادة إلى كفاءات تنظيم المشاريع والإدارة. كذلك قد يفتقر المديرون إلى كفاءات ريادة الأعمال والقيادة لبناء شركة مستدامة.
يتعين على رواد الأعمال الماهرين أن يثبتوا للمستثمرين أنه يمكنهم بناء أسواق كبيرة. يتحمل أصحاب الشركات التجارية القائمة على عمل الحياة النمطية ، مثل الأفراد العاملون في غسل وتنظيف وكوي الملابس، ومصففي الشعر ومقدمي الخدمات المحترفين، والمطاعم، وتجار التجزئة المسؤولية عن كل شيء في أعمالهم. يواجه المديريون والمديرون التنفيذيون في الشركات الكبرى لضغوط مستمرة من المستثمرين لتحقيق أرباح عالية الجودة بشكل مستمر.
تعتمد الشركة على استخدام الكفاءات الثلاثة للمشروعات كما يفعل الموظفون والعملاء والموردون والمستثمرون.
عندما يبدأ رواد الأعمال مشروعاتهم، فإنهم يميلون إلى التركيز على مزايا وخصائص منتجاتهم أو خدماتهم. يميل رواد الأعمال، وهم وكلاء التغيير في المؤسسات القائمة ، إلى فعل الشيء نفسه. ومع ذلك ، فإن التركيز على المنتجات و أو الخدمات وحدها لا يكفي لبناء الميزة المستدامة بمرور الوقت.
الأدوار الريادية والقيادية والإدارية لرواد الأعمال
لا قيمة للعمل بدون الأفراد. ينبغي أن تكون الأنشطة التجارية فعالة وذات كفاءة في تقديم منتجات أو خدمات عالية الجودة بشكل ملائم. إذا لم تستطع شركة ما فعل ذلك ، فالشركة المنافسة ستقوم بذلك.
ومن ثم ، يجب أن يكون فريق الإدارة بشكل عام ماهرًا في الأدوارالريادية والقيادية والإدارية التي تملي على الأفراد الموجهين الناجحين ومراحل الإنتاج الموجهة وكفاءة المنتج أو الخدمة.
دور ريادة الأعمال موجه نحو كلاً من العملية الإنتاجية والمنتج ، حيث يتم من خلاله تحويل الأفكار المبتكرة إلى قيمة في كل مرحلة من مراحل تطور الشركة.
إن دور القيادة هو نحو الأفراد الموجهين، من خلاله يتم تحديد الاتجاه الذي سيتبعه الآخرون لتحقيق النتائج – ينطبق أيضًا على المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى، وقادة الفريق داخل الوظائف، أو في أي مكان بينهما.
أما دور الإدارة لعملية الإنتاج الموجهة ، من خلاله يتم تطبيق الموارد (الوقت والمواد والإمدادات) على الأنشطة لتحقيق النتائج
. تشمل هذه الأدوار الثلاثة: تطوير ساسية الشركة والتخطيط، التنفيذ والنشر، وأنشطة قياس أداء الشركة. إن النشر هو وضع موارد الشركة في أفضل الأسواق لمنتجاتها أو خدماتها. أما التنفيذ فهو إنجاز الأشياء من خلال الأفراد والعمليات الإنتاجية بفعالية وكفاءة.
اذا لم يقم فريق الإدارة بشكل عام بتوظيف هذه الكفاءات الثلاثة الخاصة بالشركة لمخاطبة الأفراد والعملية الإنتاجية وكفاءة المنتج أو الخدمة، فلن تتمكن الشركة بمرور الوقت من بناء الميزة المستدامة ، وستتراجع في النهاية، وربما تفشل.
خاتمة الموضوع
مع كل المعلومات المذكورة أعلاه ، أحثك على ألا تفشل في تقدير ما لا يزال رجل الأعمال الحقيقي يعمل عليه. هذا لأن رائد الأعمال الحقيقي لا يستسلم أبدًا بغض النظر عن الإخفاقات التي يواجهها في تنفيذ بعض المهام. إنه متفائل بأن فكرة عمله في يوم من الأيام ستكون عملاً ناجحًا.